تبرعو لمبارك ولو بقروش

اثار خطاب مبارك الاول بعد تنحيه، اراء كثيرة، ولكنها اجتمعت على خلاصة واحدة تقريبا في أوساط الشباب، وهي السخرية والنقد اللاذع! فبطريقة ساخرة أعلنت حركة "مواطنون ضد الغلاء" في بيان لها عن فتح باب التبرع لصالح الرئيس المخلوع حسني مبارك وأفراد أسرته وذلك على خلفية ما جاء في خطاب مبارك الذي أذاعته قناة العربية وادعى فيه أنه لا يملك شيئًا من حطام الدنيا. الرجل لم يأخذ شيئًا من المليارات التي هربها للخارج لأنها مجمدة وقال محمود العسقلاني منسق الحركة متهكمًا: "إن الواجب يقتضي أن نتعاون مع الرجل الذي أعطى مصر وخدمها خدمة جليلة لا يمكن لغيره أن يقدمها"، وأضاف: "الرجل لم يأخذ شيئًا من المليارات التي هربها للخارج لأنها مجمدة وربما لا يملك الأموال التي تمكنه من الحياة والإنفاق على احتياجاته الضرورية من الكافيار والاستاكوزا ولحوم البيكاتا البقرية ولحوم النعام والغزلان التي توفرها ساخنة بأسعار مرتفعة جدًا، مطاعم ماكسيم بفرنسا الشقيقة، فضلاً عن احتياجاته من الملابس الراقية". وتابع: "يجب على كل مصري وكل مصرية أن يوفروا من رواتبهم حتى لو كانت هزيلة ولو قروش على اعتبار أن بصلة المحب خروف، لافتا إلى أنه تعرض لحالة بكاء هستيرية أثناء الحديث الإنساني لمبارك الذي يبدو فيه أنه يتعرض لضائقة مادية حماه الله ورعاه وكف أيدي الأشرار من أمثالي عنه وعن أولاده المساكين الذين بدا الشحوب والأنيميا على وجوههم منذ خرجوا من مقر الرئاسة". وناشد العسقلاني جميع المصريين وحتى العرب: "التبرع السخي للفقير المسكين المغلوب على أمره والذي تعرض للقهر من شعبه الذي ينكر الجميل والعطايا التي منحها مبارك لهم من فساد وتنظيف الجيوب والبنوك ومن الحاجات الوحشة اللي اسمها الفلوس حتى يمنع التلوث، فضلا عن قتل المصريين بالمبيدات المسرطنة وحوادث الطرق وغيرها من المواقف النبيلة للرجل المحترم الذي رغم كل خدماته للشعب يتعرض للجحود والحملات المسعورة التي تنال من شرفه وسمعته وبراءته من دم بن يعقوب، فنحن شعب جاحد لا نرد الجميل".